أرسل أحمد بيومى يقول: أبلغ من العمر 24 سنة، وأعانى من آلام فى الركبة اليسرى وأجد صعوبة فى المشى وصعود السلم وأيضا أثناء الصلاة، وعندما زرت الطبيب أجريت أشعة رنين مغناطيسى وتبين من الأشعة أنى أعانى من قطع فى الغضروف الخارجى للركبة، وتكون مياه على الركبة، ونصحنى بضرورة إجراء عملية جراحية باستخدام المنظار، وذلك لكى يتمكن من إعادة الغضروف لوضعه الطبيعى وخياطته وشفط المياه، وذلك لأن العلاج لن يجدى فى مثل حالتى، فهل هذا الأمر مفيد لحالتى وهل العلاج الطبيعى يسرع من التخلص من الآلام؟
ويجيب الدكتور أسامة حفنى استشارى العلاج الطبيعى وعلاج السمنة قائلا:
لمعرفة ما قطع الغضروف الخارجى للركبة، من الضرورى معرفة ما هو الغضروف وما وظيفته، وكيف يحدث قطعه، ثم كيف نتعامل مع هذا القطع، فى البداية يجب أن نعرف أن الركبة هى مفصل معقد جدا، لأنه بالإضافة إلى حركة الفرد والثنى المعروفة، فإنه يقوم بحركة دوران، وأيضا حركة بسيطة للخارج، وهو مفصل تتم فيه الحركة بين عظام الفخذ والساق، وأيضا عظمة الصابونة، والغضاريف الهلالية، جزء لا يتجزأ من الميكانيكا الحيوية الطبيعية لمفصل الركبة.
وتقوم بوظائف هامة منها: تسهيل الحركة، تثبيت المفصل أثناء الحركة، وعامل لامتصاص الصدمات أثناء الحركة، وموزع للأحمال داخل المفصل، ولأن المفصل الأساسى للركبة بين عظمة الفخذ التى تتحرك عن طريق كرتين عظميتين على الجزء العلوى من عظمة الساق، المسطح تقريبا، فإن وجود الغضاريف الهلالية يزيد من تقعر سطح عظمة الساق، فيكون التحكم فى الحركة أفضل، ولذا فهى متداخلة فى جميع حركات مفصل الركبة تقريبا، ويكون العبء الأكبر على الأطراف المدببة فى نهايات الغضروف الهلالى الشكل، ولذا فان معظم حالات قطع الغضروف تكون فى هذه الأطراف المدببة، سواء الأمامية أو الخلفية، وتكون معظم حالات القطع فيها بسبب عوامل التآكل الطبيعية نتيجة الحركة الزائدة أو الوزن الزائد أو التقدم فى العمر، وقد يكون القطع بسبب إصابة رياضية أو حادث.
ولأننا نملك غضروفان هلاليان فى كل ركبة، غضروف داخلى وغضروف خارجى، فإننا يمكن أن نرى عدة أنواع من القطع فى هذه الغضاريف، أشهرها كما ذكر القطع فى الأطرف المدببة، سواء الطرف الأمامى أو الخلفى، وربما يحدث قطع فى وسط الغضروف.
والغضروف الداخلى متصل بالرباط الداخلى للركبة، ولذا هو الأكثر عرضة للإصابة.
وقد يكون قطع طرف الغضروف كاملا، مما يسبب انفصالا لجزء منه، ويبقى سائبا داخل المفصل، وقد يسبب إعاقة لحركة المفصل أو غلق تام لهذه الحركة، وهو من أعراض قطع الغضروف، ومن أعراضه أيضا، التورم وارتشاح الركبة، والألم، ويكون حادا ومتمركزا ناحية الغضروف المصاب، وأيضا من الأعراض الشهيرة، انثناء مفاجئ للركبة أثناء المشى أو الوقوف.
وطرق علاج قطع الغضروف تختلف باختلاف حالة القطع، ومدة بقائه، وأيضا حالة المريض، كوزنه وسنه ومعدلات نشاطه.
ففى بعض حالات قطع الغضروف يكون العلاج الدوائى مع العلاج الطبيعى كافيين، والعلاج الدوائى يتمثل فى أنواع مختلفة من الأدوية والمراهم المضادة للالتهاب، والتى تتحكم فى الارتشاح والمسكنات.
والعلاج الطبيعى يتضمن وسائل التحكم فى الارتشاح، واستعادة المدى الحركى للمفصل، وخصوصا الحركة الدائرية والمد العكسى الكامل، وبرامج تقوية عضلات الفخذ الأمامية، وأيضا برمج استعادة التوازن والمشى الطبيعى.
أما الحالات التى يكون هناك قطعة من الغضروف سائبة داخل المفصل، وقد تتداخل مع الحركة، أو تقفل المفصل، فان إزالتها جراحيا بواسطة المنظار هو خيار حتمي، ويجب بدء برنامج التأهيل بالعلاج الطبيعى فور إزالة الجسم السائب، لاستعادة نشاط المفصل الطبيعى.
وهناك حالات قطع للغضروف تستلزم إصلاح وخياطة الغضروف، كحالة السائل، وهى جراحة متخصصة جدا، ولذلك يكون الدعى لها قليلا جدا، ودواعى جراحة إصلاح الغضروف تعتمد مكان ونوع القطع وتاريخ الإصابة وعمر المريض ودرجة تكيفه وتفهمه للتعليمات بعد الجراحة وقدرته على الاستمرار فى برنامج العلاج الطبيعى التاهيلى الطويل والمتدرج والهام جدا بعد الجراحة، وظيفة المريض ودرجة نشاطه من العوامل التى تؤخذ فى الحسبان أيضا، وباختصار فان المريض يجب أن يكون شابا وتكون الإصابة حديثة (أقل من 4 أسابيع)، وأن يكون القطع جزئى وفى المكان من الغضروف الذى يسهل التئام الإصلاح فيه (لوجوده فى المكان الذى يكثر فيه الإمداد الدموى للغضروف)، وهو يبعد من 3-5 مم من خارج الغضروف، ولا يجب التدخل لإصلاح الغضروف، إذا كان القطع ثابتا وطوله أقل من 10مم .
الكاتب: سحر الشيمي
المصدر: موقع اليوم السابع